20‏/02‏/2009

بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب


نبذه عن الشاعر
تربع السياب على عرش الشعر الحر في العراق واكد الشاعر
من خلالها ان حركة الشعر الحر اكثر من مجرد اصطلاح وعروض..
كان السياب في مقدمة الشعراء العرب الذين خاضوا غمار
مغامرة تجاوزت نظام الاوزان والقافية الواحدة في الشعر العربي
القديم واسهموا في ولادة الشعر الحر الذي تحرر
من قيود القافية والوزن.
ولد السياب عام 1926 في قرية جيكور جنوب محافظة
البصرة التي تعد اشهر قرية في الادب العربي الحديث إذ تغنى
بها الشاعر وبجدولها الصغير بويب المتفرع من شط العرب
ووصفها بانها جنة ذات نخيل، وما زال بيت الشاعر السياب
هناك قد اكلت العديد من اجزائه السنون كما مازال شباك
غرفته الطينية في القرية يطل على النهر الصغير الخالد الذي
قال عنه انه الدانوب في نظره.
التحق شاعرنا بدار المعلمين العالية في بغداد ودرس فيها
اللغة الانجليزية وبرز من خلال النشاطات والمجالس الادبية
التي كانت تقام في بغداد وفي دار المعلمين العالية بدأت شهرة
السياب تزداد وكانت قصائده تتداول بين الطلاب.
وتأثر السياب بالادب الاوروبي، وكان بودلير اول شاعر غربي
يتعرف على شعره من خلال ديوانه ازهار الشر وكان الشعراء
الانكليز الرومانسيون من امثال كيت وبايرون وودرورث من
مصادرة المهمة الاخرى.


القصائد
1 أنشودة المطر
2 غريب على الخليج
3 سفر أيوب
4 النهر و الموت
5 المسيح بعد الصلب





أنشودة المطر

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجذافُ وَهْناً ساعةَ السحر...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك
ويلعنُ المياهَ والقدر
وينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر
مطر، مطر، المطر
أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟




بدر شاكر السياب Rating: 4.5 Diposkan Oleh: neno

0 التعليقات:

المساهمون